إن المتتبع لتاريخ الفرق وأحوالها يجد أن الفرقة الناجية تتميز عن غيرها بمميزات واضحة، منها:
1- الاتفاق وعدم الافتراق: فهم متفقون في أصول العقيدة على الرغم من تباعد الأقطار، واختلاف الأعصار، وما ذلك إلا لأن مصدرهم الذي يتلقون عنه واحد، ومنهجهم في تلقيه واحد. أما غيرهم من الفرق، فإنه لا تكاد تخرج الفرقة حتى تنشق منها فرق مختلفة، يكفر بعضها بعضاً، ولا تزال تنشق باستمرار.
2- التوسط وعدم الغلو أو التفريط: فهم وسط في (الإيمان) بين الخوارج والمرجئة، ووسط في (الصفات) بين المشبهة والمعطلة، ووسط في (القدر) بين القدرية والجبرية، ووسط في (الصحابة) بين الشيعة والخوارج .
3- مراعاة حق الله تعالى في الأحكام: فلا ينظرون إلى حق النفس أو الفرقة، ويحكمون من خلاله، بل هم ملتزمون بالإنصاف والقسط للموالين والمعادين سواء، فلا يكفرون إلا من كفره الله ورسوله، ولا يخطئون إلا من خطأه الله ورسوله، ولا يغمطون أحداً حقاً أو فضلاً. وهذا بخلاف غيرهم من الفرق، فهي تطلب حظ النفس، وتحكم بالهوى، وتتعصب للطائفة.
4- الربانية في الانتماء والانتساب: كما أنها فرقة ربانية في مصدرها ومنهجها، هي كذلك ربانية في انتمائها وانتسابها، فهي لا تنتسب إلى رجل ولا طريقة ولا مذهب (اعتقادي)، وإنما ينتسب أصحابها إلى الإسلام والسنة، فيقال لهم: ( أهل السنة ) و( أهل الحديث أو أهل الأثر ) أو أتباع السلف، ونحو ذلك.
وهذا بخلاف غيرها من الفرق التي تنتسب إما إلى رجل، وإما إلى رأي محدث، أو طريقة مبتدعة.